ماذا تفعل إذا كان شريكك دائمًا على الهاتف?
ماذا تفعل إذا كان شريكك دائمًا على الهاتف؟

في عالم اليوم، أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لكن، عندما يكون شريكك دائمًا على الهاتف، قد يتحول هذا الأمر من أداة مفيدة إلى عائق أمام العلاقة.
فبدلًا من قضاء وقت ممتع معًا، يصبح الهاتف طرفًا ثالثًا في العلاقة. هذه المشكلة أصبحت شائعة في العديد من البيوت، وأثارت جدلًا واسعًا بين خبراء العلاقات وعلماء النفس.
لماذا يكون شريكك دائمًا على الهاتف؟
قبل أن نحكم على شريك حياتك، من المهم فهم الأسباب وراء هذا السلوك.
الهواتف لم تعد مجرد وسيلة اتصال، بل صارت نافذة للعالم كله. ومع ذلك، قد يتحول الاستخدام المفرط إلى إدمان يؤثر على جودة العلاقة العاطفية.
1. الأسباب النفسية
يشير علماء النفس إلى أن الانشغال المستمر بالهاتف قد يكون آلية للهروب من التوتر والضغط النفسي.
الشخص يشعر بالراحة عند تصفح الأخبار أو مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة، مما يمنحه شعورًا لحظيًا بالرضا.
كما أن ما يُعرف بـ “الخوف من فوات الفرص” أو (FOMO) يدفع الكثيرين إلى التحقق من هواتفهم باستمرار.
مصدر خارجي: Psychology Today
2. العوامل الاجتماعية
المجتمع الرقمي اليوم يفرض إيقاعًا سريعًا من الأخبار، الإشعارات، ورسائل العمل.
حتى في أوقات الراحة، يستمر الهاتف في إلقاء إشعارات جديدة، ما يجعل مقاومة النظر إليه أمرًا صعبًا للغاية.
وبحسب دراسة من جامعة ستانفورد، فإن متوسط الشخص يتحقق من هاتفه أكثر من 100 مرة في اليوم.
3. العادة والإدمان الرقمي
الاستخدام المفرط للهاتف يمكن أن يتحول إلى إدمان سلوكي.
الدماغ يفرز مادة “الدوبامين” عند تلقي إشعار جديد، وهو ما يشبه تأثير بعض المواد المنشطة.
وبالتالي يصبح الشخص مدفوعًا بشكل غير واعٍ لتكرار الفعل مرارًا.
تأثير أن يكون شريكك دائمًا على الهاتف على العلاقة
قد يبدو الانشغال بالهاتف أمرًا عاديًا، لكن تأثيراته على العلاقة العاطفية عميقة.
فعندما ينشغل أحد الشريكين عن الآخر، تبدأ مشاعر الإهمال بالتسلل، ويضعف التواصل العاطفي مع مرور الوقت.
1. ضعف التواصل العاطفي
التواصل وجهاً لوجه يخلق الحميمية ويعزز التفاهم.
لكن عندما يكون شريكك دائمًا على الهاتف، يقل الوقت المخصص للحوار الحقيقي، مما يضعف الروابط العاطفية.
2. الشعور بالإهمال
الطرف الآخر قد يشعر أن الهاتف أكثر أهمية منه، وهذا يولد الغيرة والشكوك.
ومع الوقت، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل أكبر مثل فقدان الثقة أو الانفصال العاطفي.
3. تزايد الصراعات
الانشغال المستمر بالهاتف يثير الخلافات حول أبسط الأمور: مثل تجاهل الحديث، أو استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام.
هذه الصراعات اليومية قد تتراكم لتصبح مشكلة جوهرية في العلاقة.
ماذا تفعل إذا كان شريكك دائمًا على الهاتف؟
الحل لا يكمن في المنع أو فرض القيود الصارمة، بل في إيجاد توازن صحي بين الحياة الرقمية والعلاقة الإنسانية.
إليك بعض الخطوات العملية:
1. التحدث بصراحة وبدون اتهام
المصارحة هي الخطوة الأولى.
اجلس مع شريكك واشرح له كيف يجعلك هذا السلوك تشعر.
استخدم جمل تبدأ بـ “أنا أشعر” بدلًا من “أنت دائمًا”، لتجنب جعل الطرف الآخر في موقف دفاعي.
2. تحديد أوقات بلا هواتف
اتفقا على أوقات معينة تُترك فيها الهواتف جانبًا، مثل وقت تناول الطعام أو ساعة قبل النوم.
هذه الأوقات تعزز من القرب العاطفي وتمنحكما فرصة للتواصل الحقيقي.
3. المشاركة في أنشطة مشتركة
يمكن أن يساعد القيام بأنشطة ممتعة سويًا مثل الطهي، الرياضة، أو حتى المشي في الطبيعة، في تقليل الاعتماد على الهاتف.
الأنشطة المشتركة تخلق ذكريات وتزيد من قوة الرابطة العاطفية.
4. الوعي الرقمي
هناك تطبيقات تساعد على تتبع وقت الشاشة وتحديد حدود يومية لاستخدام الهاتف.
يمكن للشريكين استخدام هذه الأدوات كطريقة جماعية لإدارة الوقت الرقمي.
أمثلة من الواقع
– “سارة” كانت تشكو من أن زوجها يقضي ساعات طويلة على الهاتف بعد العمل. بعد اتفاقهما على إطفاء الهواتف بعد العشاء، تحسنت علاقتهما بشكل ملحوظ.
– “أحمد” أدرك أن هاتفه يأخذ وقتًا أكثر من أطفاله، فبدأ باستخدام تطبيق يحد من وقت التواصل الاجتماعي إلى ساعة يوميًا فقط.
تأثير المشكلة على المدى البعيد
إذا لم تتم معالجة هذه المشكلة، قد تؤدي إلى عزلة عاطفية، وتراجع مستوى الثقة، بل وحتى الطلاق في بعض الحالات.
خبراء العلاقات يؤكدون أن الانشغال الرقمي أحد أهم التحديات في العلاقات الحديثة.
خطوات لبناء علاقة صحية في العصر الرقمي
1. وعي مشترك
الوعي بأن الهاتف قد يصبح عائقًا أمام العلاقة هو الخطوة الأولى للحل.
2. دعم متبادل
بدلاً من فرض قيود، شجع شريكك على تقليل استخدام الهاتف من خلال أنشطة ممتعة مشتركة.
3. التوازن بين العالمين الرقمي والحقيقي
الحياة الرقمية مهمة، لكن العالم الحقيقي يحتاج إلى اهتمام أكبر.
كلما كان التوازن أفضل، كانت العلاقة أكثر استقرارًا.
خاتمة
أن يكون شريكك دائمًا على الهاتف ليس نهاية العالم، لكنه مؤشر يستحق الانتباه.
بالوعي، المصارحة، ووضع حدود واضحة، يمكن تحويل هذه المشكلة إلى فرصة لبناء علاقة أقوى وأكثر وعيًا.
تذكر دائمًا أن الهاتف أداة لخدمتك، وليس سببًا في فقدانك لأجمل اللحظات مع من تحب.