قضية سلوان موميكا — حرق المصحف، الجدل، والنهاية الغامضة التي هزّت أوروبا

0

مادة إعلانية
إعلان مقدم من شركائنا لدعم موقع صدى العالم






صورة رمزية لقضية سلوان موميكا – علم السويد ونار

قضية سلوان موميكا… من حرق المصحف إلى نهايته الغامضة: ما بين حرية التعبير وصدام الأديان

كتبه: شادي
|

|
قسم: أخبار وتحليل

قضية أثارت نقاشًا حادًا حول حدود حرية التعبير واحترام المقدسات — من حرق المصحف في 2023 إلى العثور على موميكا قتيلاً في يناير 2025، مع تساؤلات قانونية ودولية لم تُحسم بعد.

✳️ مقدمة

أثارت قضية سلوان موميكا — اللاجئ العراقي الذي حرق نسخاً من المصحف الشريف في السويد — واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في أوروبا خلال السنوات الأخيرة،
بين من يعتبرها «تعبيراً عن حرية الرأي» ومن يراها «تحريضاً سافراً على الكراهية الدينية». ومع تطور الأحداث وظهور خبر مقتله في يناير 2025، تحولت القضية من حدث ديني سياسي إلى لغز أمني دولي ما زالت خيوطه تتكشف يوماً بعد يوم.

⚖️ من هو سلوان موميكا؟

وُلد موميكا في محافظة نينوى شمال العراق، وكان من أتباع الديانة المسيحية الآشورية. بعد اندلاع الصراع في العراق لجأ إلى السويد طالباً الحماية،
وهناك بدأ نشاطه السياسي والإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تبنّى مواقف معادية للإسلام والمسلمين تحت شعار «الدفاع عن الحرية والتنوير».

في عام 2023 قام في أكثر من مناسبة بحرق نسخ من القرآن الكريم علناً أمام مسجد ستوكهولم، ما أثار موجة غضب دولية وتنديداً من دول عدة، وأدخل قضيته في خانة الصدام السياسي والدبلوماسي.

🚨 بداية الصدام مع القانون السويدي

خلال الجدل قررت دائرة الهجرة السويدية إلغاء إقامته في أكتوبر 2023، بدعوى تقديم معلومات غير صحيحة في طلب اللجوء. ثم انتقل إلى النرويج، التي رحّلته لاحقًا إلى السويد بموجب اتفاقية دبلن.
عاش بعدها في عزلة وتحت تهديدات متكررة، وهو ما أعاد تسليط الضوء على واجبات الحماية والتباينات بين الحريات الفردية وأمن المجتمع.

💥 القتل الغامض

في 29 يناير 2025 عُثر على سلوان موميكا قتيلاً داخل شقته في ضاحية سودرتاليا قرب ستوكهولم بعد بلاغ عن إطلاق نار.
تصنيف الشرطة الأولي كان «جريمة قتل متعمدة»، ما فتح تحقيقاً رسمياً لا تزال نتائجه جزئية ومتقلبة.

🔍 التحقيقات والتطورات

توقيف خمسة أشخاص موقتاً ثم إطلاق سراحهم لاحقاً لضعف الأدلة، ثم إعلان لاحق لتحديد مشتبه به رئيسي (شاب سوري، بحسب تقارير إعلامية في أكتوبر 2025) — كل ذلك خلق حالة من التكتم الإعلامي والشكوك حول الدوافع.

🧠 تحليل: بين حرية التعبير وخطاب الكراهية

تطرح القضية سؤالاً جوهرياً: أين تنتهي حرية التعبير وتبدأ الكراهية الدينية؟
السويد التي تصنف نفسها دولة تحمي الحريات، واجهت ضغطًا داخليًا وخارجيًا لإعادة النظر في حدود الوقاحة العلنية ضد المقدسات.
كما استُغلت الحادثة سياسياً من أقصى اليمين المتطرف وأيضاً كذريعة لدى متطرفين آخرين، مما يضاعف مخاطر الاستقطاب والعنف.

🌍 أبعاد دولية

امتدت تداعيات الحادثة إلى محافل دولية — من منظمات دولية إلى دول شكت في استخدام الحوادث لتأجيج الصراعات الثقافية — ما جعلها أكثر من مجرد حادث محليّ.
خشية استخدام الحادثة ذريعة لأعمال انتقامية أو إرهابية، رفعت الموضوع إلى مستويات أمنية ودبلوماسية أيضاً.

🕊️ خاتمة

قضية سلوان موميكا مرآة لصراع القيم في عصرنا: بين حرية التعبير واحترام العقائد ومسؤولية الإعلام. قد تختلف الآراء حول أفعاله، لكن نهايته الدموية تفرض على المجتمعات سؤالاً بسيطاً ومؤلمًا:
كيف نحمي الحرية دون أن نحرق معها التعايش الإنساني؟

شارك هذا الخبر مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *